السؤال:
أنا مسئول أو مدير لحلقات تحفيظ قرآن كريم، سؤالي- حفظكم الله- كيف يمكن لي أن أشرف على هذه الحلقات إشرافًًا مثاليًّا؟، أو كيف يمكن لي أن أطور من هذه الحلقات والبرامج؟، وما هي الوسائل التي تعينني- بعد الله- على التطوير في ذلك؟. وجزاكم الله خيرًا.
الجواب:
أخانا الحبيب:
السلام عليكَ ورحمة الله وبركاته، وأهلا ومرحبا بكَ، وشكر اللهُ لكَ ثقتكَ بإخوانِكَ في موقع (المسلم)، ونسأل الله عز وجل أن يجعلنا أهلا لهذه الثقة، آمين.. ثم أما بعد:
اشكر الله أن اختارك، واصطفاك، وانتقاك من بين من خلق من ملايين البشر، فجعلك ممن اختصهم بتعليم عباده كتابه الكريم، وتحفيظه للناشئة والغلمان والشباب من أمة الحبيب صلى الله عليه وسلم، فتلك نعمة كبيرة تستوجب الشكر؛ قال تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} [إبراهيم: 7].
ومع الإقرار بفضلها ومكانتها؛ غير أن إدارة أو الإشراف على حلقات تحفيظ القرآن الكريم، مسئولية عظيمة، تتطلب صفاتٍ خاصة يجب توافرها في المشرف، كما تستوجب من المشرف بذل غاية الجهد، لتحقيق أعلى فائدة ممكنة.
ومن الصفات التي يجب توافرها في المشرف الناجح:
1. أن يتحلى بالإخلاص والتجرد والخوف من الله.
2. أن يكون لديه بعد نظر وصاحب رؤية شمولية.
3. أن يثق في قدرات المدرسين والعاملين في الحلقات.
4. أن يجتهد لإثراء معلوماته العلمية والتربوية والإدارية.
5. أن يتصف بالمرونة في التعامل مع تعليمات وتوجيهات الإدارة.
6. أن يكون عادلا في تقويم المدرسين، مترفعًا عن الأمور الشخصية.
7. أن يقوم بمراجعة وتقويم الأعمال التي يقوم بها بين الحين والآخر.
8. أن يمتاز بالصبر والرفق واللين والحكمة، قادرًا على التفريق بين الجيد والرديء.
9. أن يمتاز بقوة الشخصية وسلامة الفكر وحضور الذهن وبعد النظر وسرعة البديهة.
10. أن يكون على علم بأصول وقواعد التدريس، يمتلك المهارة وتنويع الوسائل.
ويجب على المشرف القيام ببعض الأعمال الضرورية للرقي بمستوى الحلقات، مثل:
مساعدة المدرسين على فهم وظيفتهم وفضلها.
تحفيز المدرسين وحملهم على التفاني في القيام بوظيفتهم على خير وجه.
توثيق الصلة بين إدارة الجمعية والمدرسين.
توزيع الحلقات توزيعا جيدا بالمنطقة التي تحت إشرافه.
التعرف على العجز الموجود في عدد المصاحف والوسائل التعليمية المختلفة.
عقد اجتماعات دورية بالمدرسين التابعين لإشرافه (فردية أو جماعية) للوقوف على:
1- أنسب طرق التدريس.
2- أفضل الوسائل التعليمية المستخدمة.
3- رصد أبرز العوائق وسبل تلافيها.
4- تقويم المدرسين والطلبة وكافة شئون الحلقة.
5- متابعة سير الدراسة في الحلقة لتحديد مدى انتظام الطلاب في الدراسة.
6- التعرف على أساليب المدرسين في رعاية الطلبة المتفوقين والمتعثرين في الحفظ.
7- توفير المدرس الرديف لتعويض التغيب المفاجئ للمدرس.
8- التنسيق مع الإدارة لوضع بعض الحوافز حسب الإمكان للمدرسين البارزين.
9- ابتكار وسائل رفع كفاءة المدرسين وتحسين أدائهم.
10- بناء جسور متينة وتبادل الثقة بينه وبين العاملين في الإدارة والحلقات.
ومعلوم أن إدارة الحلقات القرآنية تنقسم إلى ثلاثة مستويات؛ هي:
1- الإدارة العليا: ووظيفتها التخطيط السليم.
2- الإدارة الوسطى: ووظيفتها الإشراف على الإدارة السفلى.
3- الإدارة السفلى: ومهمتها تنفيذ خطط الإدارة العليا.
كما يجب على إدارة الحلقات:
1- اختيار العناصر الملائمة لتحقيق النتائج المرجوة.
2- الاستخدام الأمثل لهذه العناصر.
3- استحضار الأهداف الموضوعة مسبقًا.
4- الاستفادة من التقنيات الحديثة.
5- التعاون مع الحلقات الأخرى لاكتساب خبرتهم وتجاربهم.
6- التواصل مع أولياء الأمور.
وختامًا؛ نسأل الله عز وجل أن يوفقك إلى ما فيه رضاه والجنة، وأن يصرف عنك كيد الشيطان ومكره.. اللهم آمين.. وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
الكاتب: همام عبدالمعبود.
المصدر: موقع المسلم.